الخميس، 1 أبريل 2010

إعلان مطلوب رجال للأمة

هذه الأمة بحاجة إلى بناء النفوس وتشييد الأخلاق

وطبع أبنائها وشبابها على خلق الرجولة

حتى يصمدوا لما يقف في طريقهم من عقبات

و يتغلبوا على ما يعترضهم من صعاب

فالرجل سر حياة الأمم و مصدر نهضتها و عزتها و قوتها ...

وتاريخ الأمم جميعا إنما هو تاريخ ما ظهر بها من الرجال الأقوياء والمصلحين

أصحاب النفوس الكبيرة والهمة العالية والأخلاق النبيلة .

وهؤلاء الرجال الأقوياء الذين تبعث بهم الأمة من مواتها و تنهض وترتقي

هم عملة نادرة قلما تقع عليها العين

وقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الحقيقة بقوله :

" إنما الناس كالإبل لا تكاد تجد فيها راحلة " رواه مسلم .

والمراد من الحديث أن الناس على كثرتهم لا تتوافر فيهم شروط الرجولة الكاملة ,

كما أن مائة من الإبل قد لا يجد فيها الإنسان مطية واحدة

تتوافر فيها شروط الارتحال و السفر المقصودة .

الرجال أمنية عمر رضي الله عنه

أدرك الفاروق عمر بن الخطاب أن الرجال سر نهضة الأمة ومصدر قوتها

فكانت أمنيته وجود الرجال الأقوياء الأمناء

أصحاب العقيدة القوية و الإخلاص الحي .

فقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان جالسا إلى جماعة من أصحابه

فقال لهم : تمنوا ,

فقال أحدهم : أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله .

فقال عمر : تمنوا ,

فقال رجل : أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة لؤلؤا و زبرجدا وجواهر

أنفقه في سبيل الله عز وجل ,

فقال عمر : تمنوا ,

فقال أصحابه : ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين ,

فقال عمر : و لكني أتمنى رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل

و سالم مولى أبي حذيفة أستعين بهم على إعلاء كلمة الله ونصرة دينه .

وقد كان جيل الصحابة قمما ورجالا بكل ما تحمله الكلمة من معان

وهبوا أنفسهم لله غايتهم الأسمى رضوان الله

فكان الواحد منهم بألف ممن سواهم بل الواحد منهم أمة بمفرده .

فقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول

عن الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو :

لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل

وفي رواية أخرى : لا يهزم جيش فيه القعقاع .

ولما أبطأ فتح مصر على عمرو بن العاص كتب إلى الفاروق عمر

يطالبه بمدد من الجند فأمده عمر بأربعة آلاف وكتب إليه :

" إني أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل ,

رجل بألف رجل : الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو وعبادة بن الصامت

ومسلمة بن مخلد و اعلم ان معك اثني عشر ألفا ولا يغلب اثنا عشر ألفا من قلة "

فما أحوج أمتنا إلى رجال أقوياء

على أيديهم تحيا الأمة من مواتها وضعفها وهوانها

( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله

و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار *

ليجزيهم الله أحسن ما عملوا و يزيدهم من فضله

والله يرزق من يشاء بغير حساب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق